×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يَعبد الأوثان

**********

قوله: باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يَعبد الأوثان، الوثن: يطلق على كل مَن قُصِد بنوع من أنواع العبادة من دون الله، من صنم أو قبر... أو غيره؛ لقول الخليل عليه السلام: ﴿إِنَّمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ [العنكبوت: 17]، مع قوله: ﴿قَالُواْ نَعۡبُدُ أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ [الشعراء: 71].

قوله: وقول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ: روى ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: جاء حُيَي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة، فقالوا لهم: أنتم أهل الكتاب وأهل العلم، فأخبِرونا عنا وعن محمد. فقالوا: ما أنتم وما محمد؟ نحن نصل الأرحام وننحر الكَوماء، ونَسقي الماء على اللبن، ونفك العُنَاة، ونَسقي الحجيج، ومحمد صُنبور قطع أرحامنا، واتبعه سُراق الحجيج بنو غِفَار، فنحن خير أم هم؟ قالوا: أنتم خير وأهدى سبيلاً. فأنزل الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ إلى قوله: ﴿أَهۡدَىٰ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا [النساء: 51].

**********

 قال رحمه الله: «باب ما جاء» أي: من الأدلة على «أن بعض هذه الأمة» وليس كلها؛ لأن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة ولله الحمد «يَعبد الأوثان»، الأوثان: جمع وثن، وهو ما عُبِد من دون الله عز وجل، فيعم


الشرح