باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يَعبد الأوثان
**********
قوله:
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يَعبد الأوثان، الوثن: يطلق على كل مَن قُصِد بنوع من
أنواع العبادة من دون الله، من صنم أو قبر... أو غيره؛ لقول الخليل عليه السلام: ﴿إِنَّمَا
تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوۡثَٰنٗا وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ﴾ [العنكبوت: 17]،
مع قوله: ﴿قَالُواْ نَعۡبُدُ
أَصۡنَامٗا فَنَظَلُّ لَهَا عَٰكِفِينَ﴾ [الشعراء: 71].
قوله:
وقول الله تعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡجِبۡتِ وَٱلطَّٰغُوتِ﴾: روى ابن أبي
حاتم عن عكرمة قال: جاء حُيَي بن أخطب وكعب بن الأشرف إلى أهل مكة، فقالوا لهم:
أنتم أهل الكتاب وأهل العلم، فأخبِرونا عنا وعن محمد. فقالوا: ما أنتم وما محمد؟
نحن نصل الأرحام وننحر الكَوماء، ونَسقي الماء على اللبن، ونفك العُنَاة، ونَسقي
الحجيج، ومحمد صُنبور قطع أرحامنا، واتبعه سُراق الحجيج بنو غِفَار، فنحن خير أم
هم؟ قالوا: أنتم خير وأهدى سبيلاً. فأنزل الله عز وجل: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ﴾ إلى قوله: ﴿أَهۡدَىٰ
مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 51].
**********
الصفحة 1 / 513