×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم

جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك

**********

قوله: باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك: قد تقدم فيما سلف من الأبواب قبل هذا.

**********

 هذا الباب بالنسبة إلى ما قبله كالعموم بعد الخصوص؛ لأنه ذَكَر في الأبواب السابقة أنواعًا من سده صلى الله عليه وسلم الوسائل المفضية إلى الشرك؛ من الغلو في الصالحين، والدعاء والصلاة عند قبورهم، والغلو في قبورهم. وهذا الباب فيه تعميم لكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم من سد الوسائل التي تفضي إلى الشرك.

ولا عجب من كون الشيخ رحمه الله كرر هذه الأبواب واحدًا بعد الآخَر؛ لأن هذه المسألة عظيمة، فالشرك إنما حصل في هذه الأمة بسبب الفتنة بالقبور والغلو فيها، وبسبب الغلو في الصالحين، والغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم، منذ أن بُنيت المساجد على القبور، ومنذ أن ظهر التصوف في هذه الأمة، والشرك يَكثر ويتعاظم في هذه الأمة، إلاَّ مَن رحم الله عز وجل !

فالأمر خطير جدًّا! ولذلك كرر الشيخ رحمه الله في هذا الموضوع، وأبدى وأعاد؛ لأنه يريد أن يستأصل المرض الذي أصاب الأمة، وذلك بتنبيه العلماء على هذا الخطر الشديد ليقوموا بعلاجه، والدعوة إلى التوحيد ونفي الشرك من هذه الأمة.


الشرح