وإلا فإن سكت العلماء عن هذا الأمر فإنه يتعاظم، وفي النهاية يَكثر الجهل،
وتُعتبر هذه الأمور من الدين، ويُعتبر مَن ينهَى عنها من الخارجين عن الدين؛ كما
هو حاصل الآن!! أن مَن ينكر هذه الأمور، وينبه الناس إلى خطرها، ويدعو إلى التوحيد
- يرمونه بأنه متشدد، وأنه خارج عن الأمة! لأن الأمة عندهم هم عُباد القبور، ومَن
أنكر عبادة القبور صار خارجًا عن الأمة! وهذا من قلب الحقائق، والعياذ بالله.
فالدين الذي جاءت به الرسل هو إخلاص العبادة لله عز وجل، هذا هو الدين.
أما عبادة القبور فهي دين أبي جهل وأبي لهب ودين المشركين، ليست في دين
الرسل - عليهم الصلاة والسلام -، ولكن إذا ظهر الجهل وظهر اتباع الهوى حصل في
الأمة ما حصل مِن جعل هذه الأمور الشركية من الدين، وجَعْل التوحيد هو الخروج عن
الدين!! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
قوله: «ما جاء في حماية المصطفى»
الحماية معناها: مَنْع الشيء أن يصل إليه ما يؤثر عليه، وجَعْل حِمًى عليه وسور
يحميه. والمصطفى: المختار، وهو النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن الله اختاره من بني
آدم، والرسل كلهم مصطفَون؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ٱللَّهُ
يَصۡطَفِي مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ رُسُلٗا وَمِنَ ٱلنَّاسِۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ
بَصِيرٞ﴾ [الحج: 75] أي: يختار سبحانه وتعالى.
قوله: «جناب التوحيد» الجناب هو:
الجانب. فالجناب والجانب بمعنى واحد.