قوله: ««إِنَّ
الْعِيَافَةَ، وَالطَّرْقَ، وَالطِّيَرَةَ مِنَ الْجِبْتِ». قَالَ عَوْفٌ:
الْعِيَافَةُ: زَجْرُ الطَّيْرِ»: التفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. وهو من عادة
العرب، وكثير في أشعارهم. يقال: عاف يَعيف، إذا زَجر وحَدَس وظَن.
قوله:
«وَالطَّرْقُ: الْخَطُّ يُخَطُّ فِي الأَْرْضِ»: هكذا فسره عوف، وهو كذلك. قال أبو
السعادات: هو الضرب بالحصى الذي يفعله النساء ([1]).
قوله:
«وَالْجِبْتُ» أي: السِّحر.
قوله:
«قَالَ الْحَسَنُ: رنَّهُ الشَّيْطَانُ»: قلت: ذَكَر إبراهيم بن محمد بن مفلح أن
في «تفسير بَقي بن مَخْلَد» أن إبليس رن أربع رنات: رنة حين لُعِن، ورنة حين
أُهبط، ورنة حين وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة حين أُنزلت فاتحة
الكتاب.
وروى
الحافظ الضياء في «المختارة»: الرنين: الصوت.
وقد
رن يَرِن رنينًا، وبهذا يظهر معنى قول الحسن رضي الله عنه.
قوله:
«المسند منه»: لم يذكروا قول عوف.
**********
قال رحمه الله: «باب بيان شيء من أنواع السحر»، لما ذَكَر في الباب الأول حكم السحر وحكم الساحر، ناسب أن يَذكر في هذا الباب أنواع السحر كما جاءت في الكتاب والسُّنة؛ لأن مَن نهى عن شيء يجب عليه أن يبينه للناس حتى يتجنبوه.
([1]) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (3/212).