قال: «وَالطَّرْقُ: الْخَطُّ
يُخَطُّ فِي الأَْرْضِ»، وهو من عمل السحرة، فهم يَخطون على الأرض، ثم يَنثرون
على هذه الخطوط الوَدَع.
وأغلب مَن يَفعل هذا النساء، ويقولون: سيحدث كذا أو سيحصل كذا. وهذا من عمل
الشيطان؛ لأنه من ادعاء علم الغيب الذي لا يعلمه إلاَّ الله. فهذا الذي يَخط
يَستخدم الشياطين ويخضع لهم، فيخبرونه بأشياء غائبة عن الناس. وهذا نوع من السحر.
فهذه أنواع من السحر، ولا تَزال باقية عند بعض الجهلة، أو بعض المنحرفين
وبعض المخرفين، يستخدمونها ويستعملونها.
فلا يزال بعض الناس يتطيرون بالأشخاص، ويتطيرون بالطيور، ويتطيرون
بالأصوات، ويتشاءمون بها. ولا يزال بعضهم يخط الخطوط في الأرض وينثر عليها
الوَدَع، ويَدَّعِي أنه يعلم الغيب.
والجِبْت: تقدم في تفسير عمر أنه السحر، وفي تفسير الحسن البصري هنا أنه
رنة الشيطان، يعني: صوت الشيطان عند الجزع.
ذلك أن الشيطان عندما يرى الخير يجزع ويُصوت، فتجتمع إليه جنوده من
الشياطين ويدبرون المكر والحيل لبني آدم.
وقد جاء أنه رن أربع رنات: رنة حين لُعِن، ورنة حين أُهبط إلى الأرض - وذلك
في عهد آدم عليه السلام - ورنة حين وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورنة حين
نزلت فاتحة الكتاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فكلما حدث خير للمسلمين جَزِع وتَسَخط؛ لأنه لا يريد الخير لبني آدم،
فيجتمع إليه جنوده فيتدارسون المكر والكيد لبني آدم.