×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

«أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» ([1]).

«رَبُّنَا اللَّهُ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، تَقَدَّسَ اسْمُكَ، أَمْرُكَ فِي السَّمَاءِ وَالأَْرْضِ، كَمَا رَحْمَتُكَ فِي السَّمَاءِ فَاجْعَلْ رَحْمَتَكَ فِي الأَْرْضِ، اغْفِرْ لَنَا حُوبَنَا وَخَطَايَانَا، أَنْتَ رَبُّ الطَّيِّبِينَ، أَنْزِلْ رَحْمَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَشِفَاءً مِنْ شِفَائِكَ عَلَى هَذَا الْوَجَعِ» ([2]).

وهناك - أيضًا - أدوية مباحة يُذهب الله عز وجل بها السحر، يعرفها الحذَّاق وأهل التجرِبة وأهل العقيدة السليمة، تنفع بإذن الله في إزالة السحر، تُستخدم مع ذكر الله، ومع التعوذ، ومع الرقية، ومع قراءة القرآن.

فإذا اجتمعت هذه الأمور المباحة، نَفَع الله بها، لكن بشرط حُسْن الظن بالله عز وجل، واعتقاد أن الشفاء من الله سبحانه وتعالى.

فالحاصل: أن النُّشْرة - كما ذَكَر ابن القيم - منها شيء محرم، وهي النُّشْرة التي كانت تُعمل في الجاهلية، وهي ما يعمله السحرة. ومنها شيء مباح، وهي النُّشْرة الشرعية، لكن يُشترط لها أن يتولاها مَن يوثق بعلمه ودينه، لا أن يتولاها أصحاب المطامع الدنيوية، أو المشعوذون الذين يُفسدون عقائد الناس ويرهبونهم بالكذب والتدجيل.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5675)، ومسلم رقم (2191).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3892)، وأحمد رقم (23957)، والحاكم رقم (1272).