قوله: «وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ
إِلَيْهِ» هذه الجملة الأخيرة في الحديث تعني أن مَن عَلَّق قلبه بشيء وخافه
ورجاه، وُكِل إليه.
فإن عَلَّق قلبه بالله، وتوكل على الله، يرجو رحمته ويخاف عذابه؛ فإن الله
يحميه ويقيه ويكفيه، قال عز وجل: ﴿وَمَن
يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ﴾ [الطلاق: 3].
ومَن توكل على غير الله، واعتمد على غير الله، وعَلَّق قلبه بغير الله؛
وُكِل إلى ذلك الغير، وتخلى الله عز وجل عنه وخذله؛ لأن الجزاء من جنس العمل.
فالذين يتعلقون على القبور والأموات، ويتعلقون بالمشعوذين والمخرفين،
ويتعلقون بالسحرة ويخافون منهم ويرجونهم - يكلهم الله إلى هؤلاء، والعياذ بالله،
فيصابون بالأمراض والأوهام، ويصابون بالهموم والأحزان، والخوف من كل شيء والقلق من
كل شيء؛ عقوبةً لهم.
أما مَن توكل على الله وتعلق قلبه بالله، فإن الله يكفيه كل شيء.
فهذا فيه التحذير من التعلق بغير الله سبحانه وتعالى، قال عز وجل: ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ
وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175]، وقال: ﴿أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ
أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [التوبة: 13].
فلا تُعلق قلبك إلاَّ بالله خوفًا وخشية ورجاء ورغبة، وأَبْشِرْ بالخير.
ولا تلتفت إلى غير الله فيكلك الله إلى غيره، ويسلط عليك شياطين الإنس
والجن، فتُذلك وتُخوفك، قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا
ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ
إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 175].