×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 المُحَاضَرَة الخَامسَة

 في تَعْريف البِدْعَةِ وَبَيَان أَنْوَاعهَا وَأَحْكَامهَا

****

بسم اللَّه الرَّحْمَن الرَّحيم

الحَمْدُ للَّه رَبِّ العَالَمينَ، أَمَرَنَا بالاتِّبَاع، وَنَهَانَا عَن الابْتدَاع، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ الَّذي بَعَثَهُ اللَّهُ ليُقْتَدَى به وَيُطَاعَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابه وَسَائر الأَتْبَاع.

وَبَعْدُ: فَهَذِهِ فُصُولٌ فِي بَيَان أَنْوَاع البِدَعِ، وَالنَّهْي عَنْهَا، اقْتَضَى كِتَابَتَهَا وَاجِبُ النَّصيحَة للَّه وَلكتَابِهِ وَلرَسُولِهِ وَلأَئمَّة المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ:

الفَصْلُ الأَوَّلُ:

تَعْريفُ البِدْعَة - وَأَنْوَاعهَا وَأَحْكَامهَا

****

تَعْريفُهَا

****

البِدْعَةُ فِي اللُّغَةِ: مَأْخُوذَةٌ مِنَ البِدْعِ، وَهُوَ الاخْترَاعُ عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ، وَمنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [البقرة: 117] أَيْ: مُخْتَرعهَا عَلَى غَيْر مِثَالٍ سَابِقٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلۡ مَا كُنتُ بِدۡعٗا مِّنَ ٱلرُّسُلِ [الأحقاف: 9] أَيْ: مَا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ جَاءَ بالرِّسَالَة مِنَ اللَّه إلَى العِبَادِ، بَل تَقَدَّمَني كَثيرٌ من الرُّسُل، وَيُقَالُ: ابْتَدَعَ فُلاَنٌ بِدْعَةً، يَعْني: ابْتَدَأَ طَريقَةً لَمْ يُسْبَق إلَيْهَا.

وَالابْتِدَاعُ عَلَى قِسْمَيْنِ: ابْتِدَاعٌ فِي العَادَات كَابْتِدَاعِ المُخْتَرَعَات الحَدِيثَةِ، وَهَذَا مُبَاحٌ؛ لأَنَّ الأَصْلَ فِي العَادَات الإبَاحَة، وَابْتِدَاعٌ فِي


الشرح