المحاضرة الرابعة عشرة
من مشكلات الشباب وكيف عالجها الإسلام
****
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ
الحَمْدَ للَّه، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفرُهُ، وَنَتُوبُ إلَيْه،
وَنَعُوذُ باللَّهِ مِنْ شُرُور أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالنَا، مَنْ
يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَاديَ لَهُ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، بَعَثَهُ بَيْنَ يَدَي السَّاعَة بَشيرًا
وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلَى اللَّهِ بإِذْنِهِ وسِرَاجًا مُنِيرًا، فَبَلَّغَ
الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الأُمَّةَ، وَجَاهَدَ فِي اللَّهِ
حَقَّ جِهَادِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابه وَأَتْبَاعِهِ
إلَى يَوْم الدِّين وَسَلَّمَ تَسْليمًا كَثيرًا.
أَمَّا
بَعْدُ:
فَإنَّ
حَدِيثِي إلَيْكُم فِي مَوْضُوعٍ يُهمُّ جَميعَ المُسْلمينَ، أَلاَ وَهُوَ
مَوْضُوعُ: الشَّبَاب وَمُشْكلاَته، وَمَا يَنْبَغي أَنْ يُتَّخذَ لتَوْجيهِهِ،
وَلاَ أَقْدِرُ عَلَى تَوْفِيَةِ المَوْضُوع حَقَّهُ أَوْ عَلَى الإلْمَامِ بِهِ،
وَإنَّمَا هِيَ مُحَاوَلَةٌ أَبْدَأُ الحَديثَ فِيهَا حَسَبَ اسْتِطَاعَتِي،
وَهِيَ كَالإشَارَة أَو كَالمُنَبِّه، وَاللَّهُ وَليُّ التَّوْفيق.
دور الشباب في الحياة
***
لاَ
شَكَّ - أَيُّهَا الإخْوَةُ - أَنَّ دَوْرَ الشَّبَاب فِي الحَيَاة دَوْرٌ
مُهِمٌّ، فَهُمْ إذَا صَلُحُوا، يَنْهَضُونَ بأُمَّتهمْ، وَيَقُومُونَ بنَشْر
دِينِهمْ، وَالدَّعْوَة إلَيْه؛ لأَنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُمْ منَ القُوَّة
البَدَنيَّة، وَالقُوَّة الفِكْريَّةِ مَا يَفُوقُونَ به كِبَارَ السِّنِّ،
الصفحة 1 / 264