المحاضرة الثالثة عشرة
الولاء والبراء في الإسلام
****
مقدمة
****
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ
للَّه، وَالصَّلاَة وَالسَّلاَم عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَآلِهِ وَصَحْبه
وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُ.
وَبَعْد:
فَإنَّهُ
بَعْدَ مَحَبَّة اللَّهِ وَرَسُولِهِ، تَجبُ مَحَبَّةُ أَوْليَاء اللَّه،
وَمُعَادَاةُ أَعْدَائه.
فَمِنْ
أُصُول العَقيدَة الإسْلاَميَّة أَنَّهُ يَجبُ عَلَى كُلِّ مُسْلمٍ يَدِينُ
بِهَذِهِ العَقيدَة أَنْ يُوَاليَ أَهْلَهَا، وَيُعَادي أَعْدَاءهَا، فَيُحبُّ
أَهْلَ التَّوْحِيدِ وَالإخْلاَص وَيُوَالِيهِمْ، وَيُبْغِضُ أَهْلَ الإشْرَاك
وَيُعَاديهمْ، وَذَلكَ من مِلَّةِ إبْرَاهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ، الَّذِينَ
أُمِرْنَا بالاقْتدَاء بِهِمْ حَيْثُ يَقُولُ سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ كَانَتۡ
لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ
لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ
أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾
[الممتحنة: 4].
وَهُوَ
مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ تَعَالَى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ
أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ
لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾
[المائدة: 51].
وَهَذَا في تَحْريم مُوَالاَة أَهْل الكِتَابِ خُصُوصًا، وَقَالَ فِي تَحْريم مُوَالاَة الكُفَّار عُمُومًا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾ [الممتحنة: 1]،
الصفحة 1 / 264