×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

بَل لَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى المُؤْمن مُوَالاَةَ الكُفَّارِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ أَقْرَب النَّاس إلَيْه نَسبًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ [التوبة: 23]

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ [المجادلة: 22]

وَقَدْ جَهِلَ كَثيرٌ مِنَ النَّاس هَذَا الأَصْلَ العَظيمَ، حَتَّى لَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ المُنْتَسبينَ إلَى العِلْمِ وَالدَّعْوَة في إذَاعَةٍ عَرَبيَّةٍ يَقُولُ عَنِ النَّصَارَى: إنَّهُم إخْوَانُنَا، وَيَا لَهَا من كَلِمَةٍ خَطيرَةٍ!

وَكَمَا أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ حَرَّمَ مُوَالاَةَ الكُفَّار أَعْدَاء العَقيدَة الإسْلاَميَّة، فَقَدْ أَوْجَبَ سُبْحَانَهُ مُوَالاَةَ المُؤْمنينَ وَمَحَبَّتهمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ ٥٥وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦ [المائدة: 55- 56].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ ت [الفتح: 29].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10].

فَالمُؤْمنُونَ إِخْوَةٌ في الدِّين وَالعَقِيدَةِ وَإنْ تَبَاعَدَت أَنْسَابُهُم وَأَوْطَانُهُم وَأَزْمَانُهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].


الشرح