بَل لَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَى المُؤْمن
مُوَالاَةَ الكُفَّارِ وَلَوْ كَانُوا مِنْ أَقْرَب النَّاس إلَيْه نَسبًا، قَالَ
تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُوٓاْ ءَابَآءَكُمۡ وَإِخۡوَٰنَكُمۡ
أَوۡلِيَآءَ إِنِ ٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡكُفۡرَ عَلَى ٱلۡإِيمَٰنِۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم
مِّنكُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾
[التوبة: 23]
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿لَّا
تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ
حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ
أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ﴾
[المجادلة: 22]
وَقَدْ
جَهِلَ كَثيرٌ مِنَ النَّاس هَذَا الأَصْلَ العَظيمَ، حَتَّى لَقَدْ سَمِعْتُ
بَعْضَ المُنْتَسبينَ إلَى العِلْمِ وَالدَّعْوَة في إذَاعَةٍ عَرَبيَّةٍ يَقُولُ
عَنِ النَّصَارَى: إنَّهُم إخْوَانُنَا، وَيَا لَهَا من كَلِمَةٍ خَطيرَةٍ!
وَكَمَا
أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ حَرَّمَ مُوَالاَةَ الكُفَّار أَعْدَاء العَقيدَة
الإسْلاَميَّة، فَقَدْ أَوْجَبَ سُبْحَانَهُ مُوَالاَةَ المُؤْمنينَ
وَمَحَبَّتهمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَٰكِعُونَ
٥٥وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ
هُمُ ٱلۡغَٰلِبُونَ ٥٦﴾
[المائدة: 55- 56].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ
أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ ت﴾
[الفتح: 29].
وَقَالَ
تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ﴾
[الحجرات: 10].
فَالمُؤْمنُونَ إِخْوَةٌ في الدِّين وَالعَقِيدَةِ وَإنْ تَبَاعَدَت أَنْسَابُهُم وَأَوْطَانُهُم وَأَزْمَانُهُمْ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10].