×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 المُحَاضَرَة السَّابعَة

ثَمَرَاتُ الإيمَان وَالفُرُوق بَيْنَ مَوَاقف المُؤْمنينَ وَمَوَاقف

 المُنَافقينَ كَمَا جَاءَ فِي القُرْآن الكَريم

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للَّهِ، يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ بِهِدَايَته لِلإْيمَان، وَيَخْذُلُ أَهْلَ الكُفْر وَالطُّغْيَان، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَانٍ، أَمَّا بَعْدُ:

فَهَذِهِ كَلمَاتٌ عَنَّتْ بِخَاطِرِي حَوْلَ مَا بَيَّنَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كتَابِهِ من مَوَاقِفِ المُؤْمنينَ وَالمُنَافقينَ، فَأَرَدْتُ تَسْجيلَ مَا حَضَرَني منْهَا، فَأَقُولُ وَباللَّهِ التَّوْفيقُ:

لاَ شَكَّ أَنَّ الإيمَانَ نُورٌ يَقْذفُهُ اللَّهُ فِي قَلْبِ العَبْد: ﴿أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ [الزمر: 22]. ﴿فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ [الأنعام: 125].

وَالإيمَانُ مِنَّةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَى العَبْد ﴿بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ [الحجرات: 17].

وَالإيمَانُ اعْتقَادٌ وَعَمَلٌ، كَمَا قَالَ الإمَامُ الحَسَنُ البَصْريُّ رحمه الله: «لَيْسَ الإيمَانُ بالتَّحَلِّي، وَلاَ بالتَّمَنِّي، وَلَكنَّهُ مَا وَقَرَ فِي القُلُوب، وَصَدَّقَتْهُ الأَعْمَالُ»، وَلهَذَا عَرَّفَهُ أَهْلُ السُّنَّة وَالجَمَاعَة بأَنَّهُ قَوْلٌ باللِّسَان، وَاعْتقَادٌ بالقَلْب، وَعَمَلٌ بالجَوَارح، يَزيدُ بالطَّاعَة، وَيَنْقُصُ بالمَعْصيَة، وَهُوَ بِهَذَا الاعْتبَار ضَمَانَة الثَّبَات فِي مَوَاقِفِ الامْتحَان، وَمَرْكَب النَّجَاة من طُوفَان الفِتَنِ، وَأَمْوَاج المِحَنِ، وَقَدْ عَلَّقَ اللَّهُ عَلَى الإيمَان خَيْرَاتٍ


الشرح