×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 المُحَاضَرَةُ الثَّالثَةُ

 حَقيقَة لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ

****

مُقَدِّمَةٌ

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للَّه، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفرُهُ، وَنَتُوبُ إلَيْه، وَنَعُوذُ باللَّه منْ شُرُور أَنْفُسنَا وَسَيِّئَات أَعْمَالنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَه لاَ شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابه، وَكُلِّ مَنِ اتَّبَعَهُ وَتَمَسَّكَ بسُنَّته إلَى يَوْم الدِّين.

أَمَّا بَعْدُ: فَإنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى أَمَرَنَا بذِكْرِهِ، وَأَثْنَى عَلَى الذَّاكرينَ، وَوَعَدَهُمْ أَجْرًا عَظيمًا، فَأَمَرَ بذِكْرِهِ مُطْلَقًا، وَبَعْدَ الفَرَاغ مِنْ العبَادَات، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ [النساء: 103]، وَقَالَ: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ [البقرة: 200].

وَأَمَرَ بذِكْرِه أَثْنَاءَ أَدَاء مَنَاسكِ الحَجِّ خَاصَّةً، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ [البقرة: 198]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ [الحج: 28]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖۚ [البقرة: 203].


الشرح