×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 وَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَيَّامُ التَّشْرِيق أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرِ الله» ([1])، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ٤١وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا ٤٢ [الأحزاب: 41 - 42].

وَلَمَّا كَانَ أَفْضَلُ الذِّكْر: كَلمَةُ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَه لاَ شَريكَ لَهُ؛ كَمَا وَرَدَ عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ([2])، وَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الكَلمَةُ العَظيمَةُ (لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ)، لَهَا هَذه المَنْزلَة العَاليَة منْ بَيْن أَنْوَاع الذِّكْر، وَتَتَعَلَّقُ بهَا أَحْكَامٌ، وَلَهَا شُرُوطٌ، وَلَهَا مَعْنًى وَمُقْتَضًى، فَلَيْسَتْ كَلمَةً تُقَالُ باللِّسَان فَقَطْ، لَمَّا كَانَ الأَمْرُ كَذَلكَ، آثَرْتُ أَنْ تَكُونَ مَوْضُوعَ حَدِيثِي فِي هَذِهِ الكَلمَة المُخْتَصَرَة، رَاجيًا مِنَ اللَّه تَعَالَى أَنْ يَجْعَلَنَا وَإيَّاكُمْ منْ أَهْلهَا المُسْتَمْسكينَ بهَا، وَالعَارفينَ لِمَعْنَاهَا، العَامِلِينَ بمُقْتَضَاهَا ظَاهرًا وَبَاطنًا.

·       وَسَيَكُونُ حَدِيثِي عَنِ الكَلمَة فِي حُدُود النِّقَاط التَّاليَة:

مَكَانَةُ «لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ» فِي الحَيَاة، وَفَضْلهَا، وَإعْرَابهَا، وَأَرْكَانهَا وَشُرُوطهَا، وَمَعْنَاهَا، وَمُقْتَضَاهَا، وَمَتَى يَنْفَعُ الإنْسَانُ التَّلَفُّظَ بهَذِهِ الكَلمَة، وَمَتَى لاَ يَنْفَعُهُ ذَلكَ، وَثَمَرَاتهَا.

فَأَقُولُ مُسْتَعينًا باللَّه تَعَالَى:


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1141).

([2]) أخرجه: الترمذي رقم (3585).