×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الأول

 المحاضرة التاسعة

تحقيق الإسلام لأمن المجتمع

****

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للَّه رَبِّ العَالَمينَ، جَعَلَ تَحْقِيق الأَمْن مَقْرُونًا بِالإِيمَانِ الخَالِصِ مِنَ الشِّرْكِ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ [الأنعام: 82] وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ المَبْعُوث رَحْمَةً لِلْعَالَمينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبه وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بإحْسَانٍ إلَى يَوْم الدِّين.

وَبَعْدُ:

فَإنَّ الأَمْنَ مَطْلَبٌ نَبيلٌ تَهْدُفُ إلَيْه المُجْتَمَعَاتُ البَشَريَّةُ، وَتَتَسَابَقُ لتَحْقيقِهِ السُّلْطَات الدَّوْليَّة بِكُلِّ إمْكَانَاتهَا الفِكْريَّة وَالمَادِّيَّة، وَمَوْضُوع حَدِيثِنَا الآنَ هُوَ تَحْقيقُ الإسْلاَم لأَمْن المُجْتَمَع، وَقَبلَ الدُّخُول فيه نُريدُ أَن نَعْرفَ مَا هُوَ الإسْلاَمُ، وَمَا هُوَ الأَمْنُ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَنَا وَجْهُ الارْتبَاط بَيْنَهُمَا:

معنى الإسلام

****

فَالإسْلاَمُ: هُوَ الاسْتِسْلاَمُ للَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَالانْقيَاد لَهُ بالطَّاعَة، وَالخُلُوص مِنَ الشِّرْك، وَالبَرَاءَة مِنَ الشِّرْك وَأَهْلِهِ، وَإذَا تَحَقَّقَ الإسْلاَمُ فِي المُجْتَمَع بهَذَا المَعْنَى، تَحَقَّقَ لَهُ الأَمْنُ.

وَالأَمْنُ فِي اللُّغَة: ضِدُّ الخَوْف، وَهُوَ سُكُونُ القَلْب.

وَالأَمَانَةُ: ضِدُّ الخِيَانَة، وَآمَنَ به إيمَانًا: صَدَّقَهُ.


الشرح