كَثيرَةً عَاجلَةً وَآجلَةً، فَرَتَّبَ عَلَيْه
تَوَفُّر الأَمْن وَالهدَايَة فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ
وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام:
82].
كَمَا
رَتَّبَ اللَّهُ عَلَيْه حُصُول الحَيَاة الطَّيِّبَة، وَتَوَفُّر الأَجْر الحَسَن:
﴿مَنۡ عَمِلَ
صَٰلِحٗا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةٗ
طَيِّبَةٗۖ وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [النحل: 97].
وَقَدْ
تَكَفَّلَ اللَّهُ بالدِّفَاع عَنْ أَهْل الإيمَان خَاصَّةً: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۗ﴾
[الحج: 38].
وَالإيمَانُ
الَّذِي هَذِهِ مُمَيِّزَاتُهُ ذُو أَرْكَانٍ سِتَّةٍ، وَذُو شُعَبٍ تَزيدُ عَلَى
سَبْعينَ شُعْبَةً، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ،
وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، خَيْرِهِ وَشَرِّهِ»
([1]).
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ
بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَْذَى عَنِ الطَّرِيقِ،
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِْيمَانِ» ([2]).
إنَّ الإيمَانَ بأَرْكَانِهِ السِّتَّة، وَشُعَبِهِ البِضْع وَالسَّبْعينَ وَحْدَةٌ مُتَكَاملَة يَشْمَلُ كُلَّ مَا يَجبُ الإيمَانُ به، وَلاَ يَكْفِي الإيمَانُ ببَعْضِ هَذِهِ الشُّعَبِ وَالأَرْكَانِ دُونَ البَعْض: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ ٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَيَقُولُونَ نُؤۡمِنُ بِبَعۡضٖ وَنَكۡفُرُ بِبَعۡضٖ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيۡنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ١٥٠أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ حَقّٗاۚ وَأَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ عَذَابٗا مُّهِينٗا ١٥١وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦ وَلَمۡ يُفَرِّقُواْ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ أُوْلَٰٓئِكَ سَوۡفَ يُؤۡتِيهِمۡ أُجُورَهُمۡۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ١٥٢﴾ [النساء: 150 - 152].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).