×

والمسألة الثالثة: عن الروح.

فإن أجابكم عنها فهو نبي، فأنزل الله سبحانه وتعالى الإجابة عن هذه الأسئلة، عن أصحاب الكهف، وعن ذي القرنين، وأمَّا الروح فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا [الإسراء: 85]، فلم يجب إلى سؤالهم، ثم إنه من خصوصيات الله سبحانه وتعالى وأنه هو الذي خلقها، وهو الذي يعلمها، ولا يعلمها أحد من الخلق، فهو سر من الأسرار، ولا تزال سرًا، وهذا من معجزات القرآن، فإنه مع تقدم الطب والمهارة فيه، ومع الجهود في البحث عن هذا الموضوع، لم يعرفوا شيئًا عن حقيقة الروح، ﴿قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي [الإسراء: 85]، على أن المراد بالروح، ما يحيا به الإنسان. هذا السر الذي يحيا به الإنسان أو غيره، إذا فارقه مفارقة تامة يكون ميتا، وإذا فارقه بعض المفارقة، يكون نائمًا، فالروح لها اتصالات بالبدن، اتصال بالبدن وهو في بطن أمه، واتصال بالبدن بعدما يولد في الحياة الدنيا، وهو متيقظ، واتصال بالبدن وهو نائم، واتصال بالبدن وهو في القبر، واتصال بالبدن في الدار الآخرة، وهو الاتصال الأخير، اتصال لا مفارقة بعده؛ فهذه الروح من العجائب التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

وقيل المراد بالروح: جبريل عليه السلام.

وقيل المراد بالروح: ملك من الملائكة، أو جماعة من الملائكة، فعلى كل حال، الروح سر من أسرار الله، التي لم يطلع عليه عباده سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِيلٗا [الإسراء: 85]، فالبشر مهما أوتوا من العلم؛ فإن علمهم قليل مقارنة بأي نسبة من علم الله سبحانه وتعالى.


الشرح