معاملة الكفار والسفر إلى بلادهم
**********
معنى الموالاة في
الإسلام
**********
يقول السائل: ماهي
حدود مولاة أعداء الله والمحادين له، التي إذا وصلها المسلم أو تجاوزها خرج من
الملة؛ وما هي الحدود التي يجب أن يلتزم بها المسلم في تعامله مع غير المسلمين؟
المولاة التي حرمها
الله ورسوله، هي موالاة الكفار ومحبتهم؛ لأنه لا يحبهم إلاَّ إذا كان يرى صحة ماهم
عليه، أمَّا إن كان يرى بطلان ما هم عليه، فإنه يعاديهم في الله.
ومن الموالاة
المحرمة أيضًا: مناصرتهم على المسلمين، ومعاونتهم، وهذه ردة عن الإسلام.
ومن موالاتهم:
الاعتذار عنهم، وتبرير ما هم عليه، والثناء عليهم، ومدحهم، وما أشبه ذلك، كل هذا
من أنواع الموالاة المحرمة، والتي قد تصل إلى الردة عن الإسلام، والعياذ بالله،
قال الله تعالى: ﴿وَمَن
يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [المائدة: 51]،
أمَّا ما يجوز لنا من التعامل مع الكفار، فهو التعامل المباح، كأن نتعامل معهم في
التجارة، ونستورد منهم البضائع، ونتبادل معهم المنافع، ونستفيد من خبراتهم،
ونستقدم منهم من نستأجره على أداء عمل نحتاجه، كهندسة، أو غير ذلك من الخبرات
المباحة، هذا حدود ما يجوز لنا معهم.
كما أنه لا بد للمسلم من أخذ الحيطة حال تعامله المباح مع الكافر، بأن يكون على حذر منه، ومن دسائسه، وإلاَّ يكون له سلطة في بلاد المسلمين، إلاَّ في حدود عمله، وإنما تكون السلطة للمسلمين عليهم.
الصفحة 1 / 399