معنى خيانة امرأة نوح وامرأة لوط
في القرآن الكريم
**********
هذه رسالة من
المستمع ن. ح. ع، مصري يقيم بمدينة القصيم، يقول في سؤاله: يقول الله تعالى في
سورة التحريم: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا
لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱمۡرَأَتَ نُوحٖ وَٱمۡرَأَتَ لُوطٖۖ كَانَتَا تَحۡتَ
عَبۡدَيۡنِ مِنۡ عِبَادِنَا صَٰلِحَيۡنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمۡ يُغۡنِيَا
عَنۡهُمَا مِنَ ٱللَّهِ شَيۡٔٗا وَقِيلَ ٱدۡخُلَا ٱلنَّارَ مَعَ ٱلدَّٰخِلِينَ﴾ [التحريم: 10]،
في أي شيء كانت خيانتهما؟
أولاً: هذه الآية الكريمة
مثلٌ ضَربَه الله تعالى المخالطة المسلم، وأن الكافر لا تنفعه مخالطة المسلم، ما
دام أنه لم يدخل في الإسلام، فإنه في يوم القيامة يكون في النار، ولا تنفعه
معاشرته للمسلم ومخالطته له، وإن توثقت الصداقة والعلاقة بينها؛ لأنه ليس بمسلم.
أما الخيانة التي حصلت من امرأة نوح وامرأة لوط، فهي خيانة الملة، فإن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين؛ فخانتهما في الدين، حيث لم يدخلا في دين زوجهما، وهذا يعتبر خيانة، وليست خيانةَ عرض؛ فإن فُرُش الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومة، ولا يمكن أن يتزوج نبي بامرأة تخونه في عرضها، لأنهم معصومون من ذلك. فالمراد هنا بالخيانة: خيانة الدين. وقيل إن خيانتهما، أن امرأة نوح كانت تخبر الكفار ياسر از نوح عليه السلام، وتصفه بأنه مجنون، وخيانة امرأة الوط، أنها كانت تدل قومها على أضياف لوط عليه السلام، ليفعلوا بهم الفاحشة، فهما خائنتان للأمانة التي بينهما وبين زوجيهما بعدم حفظهما للأسرار، وإفشائها، والحاصل أن هذه الخيانة ليست خيانة في العرض، التي هي الخيانة المعروفة، لكنها: أمَّا خيانة في الدين، وأمَّا هي خيانة في عدم حفظ الأسرار.