أما كتابته في حُجب، أو رقاع، أو على لوحات، ويُعلق على الجدران؛ فهذا لا ينبغي، يحرم كتابته في حجب وحروز، يعلق على الصبيان، أو الرقاب، أو على النساء، أو الرجال، هذا لا يصح من قوليْ العلماء؛ لأن فيه امتهانة، وتعريض لإهانته، وربما يكون سببًا للاعتقاد في الشفا من غير الله عز وجل ويكون فتحَ باب تعليق ما لا يجوز تعليقه، من العوذ الشيطانية، والألفاظ الشركية، فالصحيح من قولي العلماء: أنه لا يجوز اتخاذ القرآن حروزًا وتعاويذ، تكتب وتعلّق على الرقاب، أو على الأجسام، وكذلك كتابته على لوحات وتهليقه على جدران؛ هذا لا ينبغي؛ لأنه ربما يهان القرآن، أو أن المكان الذي عُلِّقتْ فيه هذه اللوحة التي كتب عليها آيات من القرآن؟ فيه شيء من المعاصي، أو من الفسوق، فيكون في هي إهانة للقران العظيم، وربما تسقط عليه اللوحة، وتداس، وتمتهن، أو تؤول هذه اللوحة إلى سكان لا يأبهون بالقرآن، وينزلون هذا المنزل، ويهينون هذا القرآن المعلق، ففي تعليقه على الجدران تعريضه للامتهان، ولم يكن هذا من هدي السلف الصالح؛ لم يُعلم أنهم كانوا يكتبون القرآن على لوحات، أو براويز، ويعلقونها على الجدران، إنما كان القران يحفظ في القلوب، ويُعمل به ظاهرًا وباطنًا، ويحفظ، ويتلى، ويُدَرَّس، أمَّا كتابته في لوحات وبراويز وما أشبه ذلك، هذا لم يكن معروفًا عن السلف؛ ولا فائدة من وراء ذلك، وإنما يخشى من المضرة، والإهانة للقرآن العظيم.