الرابع: من دعا الناس إلى عبادة نفسه، فالذي يدعو الناس
إلى أن يعبدوه، ويريد أن يكون إلها، ولو لم يقل إنه إله، لكن إذا دعا الناس إلى أن
يتقربوا إليه بالعبادة، ويزعم أنه يشفي مرضاهم، وأنه يقضي حوائجهم التي لا يقدر
عليها إلاَّ الله عز وجل، أو يضرهم بما لا يقدر عليه إلاَّ الله، وأنه يسيطر على
الناس، وإذا لم يعبدوه ضرهم، وأن من عبده منهم فإنه ينفعه، فهذا طاغوت؛ لأنه يدعو
الناس إلى أن يتخذوه إلهًا يُعبد من دون الله، وهذا كما يفعل بعض أصحاب الطرق
الصوفية والمخرفين الذين يسيطرون على عباد الله، ويجعلون لأنفسهم مقام الألوهية،
ويزعمون أنهم ينفعون ويضرون، ليستذلوا العباد، ويترأسوا عليهم بالباطل.
الخامس: من حكم بغير ما
أنزل الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿أَلَمۡ
تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ
وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوٓاْ إِلَى ٱلطَّٰغُوتِ
وَقَدۡ أُمِرُوٓاْ أَن يَكۡفُرُواْ بِهِۦۖ وَيُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُضِلَّهُمۡ
ضَلَٰلَۢا بَعِيدٗا﴾ [النساء: 60].
فالذي يحكم بغير ما أنزل الله، ويرى أن حكمه بغير ما أنزل الله أنفع للناس، وأصلح للناس، أو أنه مساو لما أنزل الله، أو أنه مخير بين أن يحكم بما أنزل الله، وغيره، أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز؛ فهذا يعتبر طاغوتًا، وكافرًا بالله عز وجل. فهؤلاء هم رؤوس الطواغيت.