في الآية، وقال عليه الصلاة والسلام : «أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ» ([1])، فلا بد من الترتيب،
فتغسل هذا العضو الذي نسيته، وما بعده لا بد من هذا.
بيان الذكر المشروع
عند الوضوء
**********
تقول السائلة ل. م.
س: اعتدت أن أقول عند الوضوء في نفسي يا مبيض الوجوه، بيض وجهي وقلبي وجميع أطرافي
في الدنيا والآخرة، اللهم اجعلني آخذ كتابي بيميني وليس في شمالي، وعندما اغسل
رجلي: اللهم ثبت قدمي على الصراط عندما تزل الأقدام عن الصراط، هل هذا صحيح؟
هذا ليس بصحيح، ولا
مشروع، الأدعية عند غسل أعضاء الوضوء بدعة. قال صلى الله عليه وسلم : «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، فاتركي هذا؛ إنما
المشروع البسملة عند بداية الوضوء، قال صلى الله عليه وسلم : «لاَ وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ» ([3])، وإذا فرغ صلى الله
عليه وسلم من الوضوء فإنه يرفع بصره إلى السماء، ويشير إلى السماء بسبابته ويقول: «أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ»
([4])، والحكمة في ذلك
والله أعلم؛ من أجل أن يجمع بين الطهارتين، الطهارة من الحدث بالماء، والطهارة من
الشرك بالتوحيد والشهادتين.
**********
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1218).
الصفحة 4 / 754