كلتا الصِّفَتَيْن وَارِد عَن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَإِنّ كَان
التيمُّم بِضَرْبَة وَاحِدَة يَقْسِمُهَا بَيْن وَجْهه وَيَدِيه عَلَى الصِّفَة
الَّتِي ذَكَرنَا فَهُو الأَْرْجَح وَالأَْحْسَن.
أَمَّا شُرُوط
التيمُّم فَإِنَّه يُشْتَرَط لِصِحَّة التيمُّم عَدَم الْمَاء أَو الْعَجْز عَن
اسْتِعْمَالُه لِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قُمۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ فَٱغۡسِلُواْ وُجُوهَكُمۡ
وَأَيۡدِيَكُمۡ إِلَى ٱلۡمَرَافِقِ﴾ [المائدة: 6] إِلَى قَوْله تَعَالَى: ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ
فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُم
مِّنۡهُۚ﴾ [المائدة: 6]. فَشَرْط صِحَّة التَّيَمُّم هُو عَدَم
وُجُود الْمَاء، أَو الْعَجْز عَن اسْتِعْمَالُه لِمَرَض وَنَحْوه، أَو أن يَخَاف
بِاسْتِعْمَالِه عَطَش، أَو ضَرَر لِكَوْن الْمَاء الَّذِي مَعَه لا يَكْفِيه
لِشَرَابِه وَطَبَخَه وَوُضُوئِه وَطَهَارَتِه، كَذَلِك يُشْتَرَط أن يَكُون
التَّيَمُّم عَلَى صَعِيد طُهُور لِقَوْلِه تَعَالَى: ﴿صَعِيدٗا
طَيِّبٗا﴾ [المائدة: 6] يَعْنِي طهورًا هَذَا مَا يُشْتَرَط وَأَن
يعمِّمَ بِالْمَسْح وَجْهه وكفيه.
**********
الصفحة 15 / 754