أما مس التفسير الذي ورد فيه آيات من القرآن؛ فلا حرج في ذلك؛ لأن هذا لا
يسمى مصحفًا، يجوز لمن عليه الحدث أن يمس كتاب التفسير، وأن يقرأ فيه؛ لأن هذا ليس
مصحفا؛ إنما هو كتاب تفسير.
تقول السائلة: هل
يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ بعض الكتيبات الصغيرة الشرعية التي يوجد فيها بعض آيات
القرآن الكريم، وما الحكم إذا قرأت من المصحف وهي حائض بدون أن تمسه بيدها، وإنما
تقرأ بالنظر فقط؟
الحائض لا يجوز لها أن تقرأ القرآن مثل الجنب، لا تقرأ القرآن حتى تطهر وتغتسل، كما أنها لا تصلي حتى تطهر وتغتسل، كذلك لا تقرأ القرآن إلاَّ بعد أن تطهر، وبعض العلماء يرى أنه لا بأس أن تقرأ وهي حائض، لكن لا تمس المصحف لقوله: «لاَ يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ» ([1])، وتقرأ من غير أن تمس المصحف، أمَّا أن تقرأ عن ظهر قلب، وأمَّا أن تقرأ من المصحف، وتضع على يديها شيئًا من وراء حائل، أو تمسه بالمسطرة، أو ما أشبه ذلك، وبعض العلماء يرخص لها في ذلك؛ لأن الحيض يطول وقد تنسى ما حفظته، وليس هناك دليل واضح يمنع الحائض من تلاوة القرآن.
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (2312)، والدارقطني رقم (439).