×

حكم بناء المساجد على القبور

**********

يقول السائل م. ع. م من العراق: في قريتنا رجل صالح، فلما مات قام أهله بدفنه في المسجد الذي نؤدي فيه الصلاة، والذي بناه هذا الرجل في حياته، ورفعوا القبر ما يقارب مترًا وربما أكثر، ثم بعد سنوات قام ابنه بهدم هذا المسجد الصغير وإعادة بنائه على شكل مسجد جامع أكبر من الأول، وجعل القبر في غرفة منعزلة داخل المسجد، فما الحكم في هذا العمل، وما حكم الصلاة في المسجد؟

بناء المساجد على القبور أو دفن الأموات في المساجد؛ هذا أمر يحرمه الله ورسوله وإجماع المسلمين؛ وهذا من رواسب الجاهلية، فقد كان النصارى يبنون على أنبيائهم وصالحيهم مساجد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، لما ذكرت أم سلمة رضي الله عنها كنيسة رأتها في أرض الحبشة، وما فيها من التصاوير قال عليه الصلاة والسلام : «أُولَئِكَ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ العَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ التَّصَاوِيرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم : «اشْتَدَّغَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم : «أَلاَ لاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([3])، وغير ذلك من الأحاديث التي حذر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسلك هذه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (427)، ومسلم رقم (528).

([2])  أخرجه: مالك رقم (85)، وابن أبي شيبة رقم (7544).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (532).