×

المساجد ويلازم ذلك في الجماعة؛ أن هذا علامة الإيمان، ونحن ليس لنا إلاَّ الظاهر، كما أن التخلف عن الجماعة من علامات النفاق؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: «وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلومَ النِّفَاقِ» ([1])، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ» ([2])، وإتيان المساجد، وملازمة صلاة الجماعة مع المسلمين علامة الإيمان، والتخلف عن ذلك من غير عذر علامة النفاق.

فضل الصلاة في مسجد قباء

**********

يقول السائل ما فضل الصلاة في مسجد قباء؟

الصلاة في مسجد قباء، فيها فضل عظيم؛ لأن الله جل وعلا قال: ﴿لَا تَقُمۡ فِيهِ أَبَدٗاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ يَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِۚ فِيهِ رِجَالٞ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْۚ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِينَ [التوبة: 108]، فمسجد قباء، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إليه كل يوم نسبت ماشيًا وراكبًا، ويصلي فيه، وهذا لمن كان بالمدينة، أمَّا من يسافر لأجل الصلاة في مسجد قباء، فهذا لا يجوز، لكن من سافر للصلاة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يزور مسجد قباء تبعًا، وكذلك من كان مقيمًا في المدينة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (654).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (657)، ومسلم رقم (651).