حكم تحديد القبلة عبر البوصلة
**********
يقول السائل: عندما
كنا في بعثتنا الدراسية في الخارج، كنا نصلي على حسب البوصلة، وقد أرشدنا بعض
الإخوة بأننا انحرفنا شيئًا بسيطًا عن القبلة، وأرشدنا جزاه الله خيرًا إلى الاتجاه
الصحيح، فما حكم الصلاة التي صليناها قبل معرفتنا للقبلة؟
الصلاة صحيحة إن شاء
الله، إذا كان الانحراف عن القبلة انحرافًا يسيرًا فإنه لا يضر؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم : «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ
وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» ([1])، فدل على أن
المقصود الجهة التي فيها الكعبة، هذا بالنسبة للغائب عن الكعبة، أمَّا الذي يراها
فلا بد أن يستقبلها، ولا ينصرف عنها، لا يمنة ولا يسرة، أمَّا الغائب فإنه يصلي
إلى الجهة التي فيها الكعبة، ولو انحرف يسيرًا، فهذا لا يضر، وصلاتكم صحيحة والحمد
لله.
معنى حديث: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ([2])
**********
يقول السائل: نحن في
بلادنا نعرف أن كل عبادة لا بد لها من نية، فلذلك قبل الشروع في الصلاة لا بد من
التلفظ بالنية، فإذا كان هذا غير جائز أو بدعة كما سمعت، فما معنى الحديث القائل:
«إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ([3])؟
كل عمل يحتاج إلى نية، للحديث الذي ذكرته أن
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (342)، وابن ماجه رقم (1011)، وابن أبي شيبة رقم (7440).