الرسول صلى الله عليه وسلم
قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ
بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، ولكن ليس معنى هذا
أن تتلفظ بالنية، أن تعتقد بقلبك وتنوي بقلبك أداء العمل لله عز وجل ويكفي هذا،
والنية محلها القلب، وليس محلها اللسان، فالتلفظ بها بدعة؛ لأنه لم يثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم ولا عن خلفائه الراشدين وأصحابه، والقرون المفضلة، أنهم
يتلفظون بالنية، وإنما النية محلها القلب، والله تعالى يقول: ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ
بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ
بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [الحُجُرات: 16]، فإذا نويت بقلبك، وقصدت بقلبك، فالله
عز وجل يعلم ذلك، ولا يحتاج إلى أن تتلفظ بلسانك.
حكم الجهر بالنية في
الصلاة
**********
يقول السائل: ما حكم
الجهر بالنية في الصلاة، وتسميتها أيضًا جهرًا كأن يقول: نويت أن أصلي العصر أربع
ركعات لله تعالى وهكذا؟
النية شرط من شروط صحة الصلاة، وكذلك سائر العبادات، لقوله صلى الله عليه وسلم : «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([2])، فالله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، ولم يرد دليل على التلفظ بالنية، فالتلفظ بها بدعة، التلفظ بالنية في الصلاة، وكذلك في سائر العبادات؛ لأنه إحداث شيء ليس له دليل من الشرع، ما ورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: نويت أن أصلي أربع ركعات فرض الظهر،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).