حكم صلاة مكشوف العورة من
غير قصد
**********
يقول السائل: ما حكم
من صلى وبعض عورته مكشوف، ولم يعلم إلاَّ بعد انتهاء الصلاة، فهل صلاته صحيحة، وهل
عليه القضاء، أفتونا مشكورين؟
لا شك أن ستر العورة مشروط في الصلاة قال ابن عبد البر: أجمع العلماء على فساد صلاة من صلى عريانا وهو يقدر على اللباس، قال: فستر العورة من شروط صحة الصلاة إذا أمكن، وما ورد في السؤال من أن المصلي انكشف بعض عورته في الصلاة ولم يعلم حتى فرغ من الصلاة، ونبهه الحاضرون؛ هذا فيه تفصيل: إن كان هذا الذي انكشف شيء كثير، فإنه يعيد الصلاة، أمَّا إذا كان شيئًا قليلاً ولم يعلم عنه؛ فصلاته صحيحة إن شاء الله؛ بدليل أن عمرو بن سلمة رضي الله عنهما كان يصلي بأصحابه وهو صغير السن، وكان إذا سجد انكشف شيء من عورته، فيراه النساء من وراء الصف ولم يعد الصلاة ([1])، فكان هذا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فدل على أنه إذا انكشف شيء يسير من العورة غير متعمد، فصلاته صحيحة؛ أمَّا إن تعمَّد وعلم ولم يستره، فصلاته باطلة، ولو كان يسيرة، وكذلك إذا لم يتعمد، وكان هذا الانكشاف كثيرًا؛ فإنه يعيد صلاته؛ لعدم وجود الشرط.
([1]) كما جاء الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (4302).