مستورة؛ فصلاته صحيحة؛ لستر العورة، لكن من صلى بلباس ضيق يأثم؛ لأنه قد يخل بشيء من شرائع الصلاة، لضيق اللباس، هذا من ناحية كما ذكرنا أن الضيق يصف أعضاء الجسم، ويكون مدعاة للافتتان وصرف الأنظار، فيجب ولاسيما المرأة، فيجب عليها الاستتار بثوب يسترها، ولا يصف شيئًا من أعضاء جسمها، ولا يصرف الأنظار إليها، ولا يكون أيضًا ثوبا خفيفا، أو شفافًا، وإنما يكون ثوبًا ساترًا، يستر المرأة كاملة، لا يرى شيئًا من جسمها، لا يكون سافرا عن ساقيها، أو ذراعيها، ولا تكون أيضًا سافرة لوجهها كاشفة له، وإنما تكون ساترة لجميع جسمها، ولا يكون شفافًا بحيث يرى من ورائه جسمها أو غيره، فإن من لا يعتبر ثوبًا ساترًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي لَمْ أَرَهُمَا، رِجَالٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ، يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا» ([1])، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ومعنى عاريات كاسيات، أي لابسات ثياب، لكن هذه الثياب في الحقيقة لا تستر، فهي لباس شكلية فقط، لكنها لا تستر ما وراءها، أمَّا لشفافيتها؛ وأمَّا لقصرها، وعدم بقائها على الجسم، فيجب على النساء أن يتنبهن لذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2128).