مشروعية قراءتها بعد
الصلاة، والسور التي ذكرنا لا تقرأ على صيغة جماعة بصوت مرتفع، وإنما يقرأها كل
مسلم لنفسه، فيما بينه وبين نفسه، وأمَّا قراءة الفاتحة لأرواح الأموات، فهذا من
البدع، فأرواح الأموات لا تقرأ لهم الفاتحة، ولا أي شيء من القرآن على أرواح
الموتى؛ لأن هذا لم يرد في سنة رسول ال صلى الله عليه وسلم ولا من سلف هذه الأمة،
وإنما هو شيء مبتدئ فلا تقرأ الفاتحة على أرواح الأموات، لا في المسجد، ولا في المقبرة
ولا في غيرها، وإنما المشروع للأموات، هو الدعاء لهم بالمغفرة إذا كانوا مسلمين،
والتصدق عنهم، والحج عنهم، هذا الذي ورد فيه الأدلة، أمَّا قراءة القرآن لأرواح
الأموات، أو قراءة الفاتحة لأرواح الموتى، فهذا شيء محدث وبدعة.
حكم الجهر بالدعاء
والذكر
**********
يقول السائل: ما حكم
الجهر بالدعاء والذكر مطلقًا، وبعد الصلوات خاصة، وهل الدعاء والذكر سرًا أو
جهرًا، مخير بينهما؟
أمَّا الذكر الوارد والمشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالإنسان مخير بين أن يجهر به، أو يسر، قال تعالى: ﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةًۚ﴾ [الأعراف: 55]، والله سبحانه وتعالى علم السر وأخفى، فلك أن تدعو سرًا، وأن تدعو جهرًا؛ إلاَّ إذا كان الجهر يترتب عليه إضرار بمن خلفك، من النائمين، أو المصلين، أو الذين يقرؤون القرآن، فإنك تسر، أو أنك مثلاً إذا خفت على نفسك من الرياء والسمعة، فإنك تسر بالدعاء، فإنه أدعى للإخلاص، والجهر يلاحظ أنه ليس الصوت الجماعي، كما يفعل بعض الناس، إنما كل إنسان يدعو لنفسه سرا وجهرة، أمَّا الدعاء الجماعي