بيان حكم التهاون بأداء الصلاة
**********
يقول السائل ع. م من
الدمام: ترى بعض الناس في رمضان يواظبون على الصلوات الخمس، وعلى صلاة التراويح
والتهجد، وقراءة القرآن، فإذا انتهى رمضان تركوا ذلك، ما نصيحتكم المثل هؤلاء؟
أمَّا الاجتهاد في رمضان في الأعمال الصالحة؛ فهذا شيء طيب، رمضان له خصوصية، وموسم عظيم، ولكن المسلم مطلوب منه أن يجتهد في أعمال الخير في كل عمره، وفي كل حياته وفي كل الشهور؛ لأن عمره فرصة ثمينة وهو قادم إلى دار تحتاج إلى عمل، فإن الجزاء في الآخرة إنما يكون على العمل، فالمسلم مطلوب منه أن يستغل حياته في الدنيا، في الأعمال الصالحة، وأن يخص أيام المواسم بالاجتهاد في أيام رمضان، يخصها بمزيد من الاجتهاد، أمَّا هؤلاء القوم المفرطون المضيعون للفرائض والصلوات، فإذا جاء رمضان حافظوا على الصلوات، وإذا خرج رمضان فإنهم يتركون الصيام ويضيعون الفرائض، هؤلاء لا يقبل اجتهادهم في رمضان وقيل لبعض السلف: إن قوما يجتهدون في رمضان، وإذا خرج العمل، قال: بئس القوم لا يعبدون الله إلاَّ في رمضان، فهؤلاء لا يقبل منهم إذا تركوا الفرائض، وتركوا الصلوات الخمس، أمَّا إذا كان تركوا شيئًا من السنن لا حرج عليهم فيها، ويرجى لهم القبول في رمضان، والله تعالى أعلم.