من الصلاة إذا بلغ وكان عاقلا، أمَّا إذا كان صغيرة دون البلوغ أو كان
مجنونا، أو زائل العقل بالكلية، فهذا يرفع عنه التكليف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم
: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ
النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ
الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ» ([1])، والحاصل أن الصلاة
لا تسقط عن البالغ العاقل ما دام عقله ثابتًا، ولكنه يصلي على حسب حاله، إذن
نستطيع أن نقول: اللهم إلاَّ في حالتين حالة الصغر، والحالة الأخرى هي فقدان
العقل، هذا باستثناء حالة النساء طبعا، الحائض والنفساء، هؤلاء تسقط عليهم الصلاة
مدة الحيض فقط.
بيان كيفية وضوء
المصاب بشلل الأعضاء
**********
يقول السائل: كيف
يكون وضوئي للصلاة حيث إن الجزء الأكبر من جسمي مشلول، وإذا أردت الوضوء يكون شاقًا
علي، وأكثر الأوقات ليس لدي من يحضر لي الماء أو يقوم بغسلي، أرجو التوجيه حيال
حالتي هذه، وما حكم صلاتي إذا لم أتمكن من الوضوء؟
إذا كنت تستطيع الوضوء، ولو بالإعانة؛ فإنه يجب عليك أن تتوضأ، ولو بأن تستعين بمن يحضر لك الماء، ويصبه على أعضائك؛ أمَّا إذا كنت لا تستطيع هذا، فيكفي أن تيمم بالتراب، وأن يحضر عندك تراب طهور، فإذا حان الوقت، وأردت أن تصلي وليس عندك من يعينك على الوضوء، أو يأتيك بماء؛ فإنك تتيمم بهذا التراب، على حسب حالك، وإذا كنت لا تستطيع غسل بعض الأعضاء، دون بعض، اغسل ما تقدر عليه، وتيمم على الباقي.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4403)، والترمذي رقم (1423)، وأحمد رقم (956).