حكم إعادة المريض الصلوات
التي أداها مستلقية
**********
تقول السائلة: جاءها
مرض منذ عدة سنين، وكانت لا تصلي إلاَّ بالإشارة بإصبعها، وبعد الشفاء قضت كل
الصلوات التي مرت في مرضها، وكذلك مرضت مرضا آخر، فكانت تصلى جالسة، ومرة مستلقية،
ومرة بالإشارة باليد، وكذلك بعدما شفيت قضت كل الصلوات مرة أخرى، هل فعلها صحيح أم
لا؟
أولاً: المريض يصلي على حسب حاله، ولا يقضي، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» ([1])، يعني: على حالك، فالمريض يصلي على حسب حاله، ولا يقضي هذه الصلاة؛ لأنه أداها حسب استطاعته، والله تعالى يقول: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ وَٱسۡمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنفِقُواْ خَيۡرٗا لِّأَنفُسِكُمۡۗ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [التغابن: 16] فيصليها قائمًا، أو قاعدة، أو مضطجعًا، ويومئ بالركوع والسجود برأسه، أمَّا الإيماء بالإصبع، فهذا لا أصل له في الشرع، وتعتبر مقصرة؛ فكونها قضت الصلاة، هذا هو الحق والواجب عليها؛ لأنها لم تصل؛ لأنها أشارت بيدها أو إصبعها وهذا لا يكفي، ولا يعتبر صلاة، أمَّا إذا كانت بالركوع والسجود؛ لأنها لا تستطيع غير ذلك فصلاتها صحيحة، ولا قضاء عليها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1117).