×

قرأت في كتاب المجموعة المباركة في الصلوات المأثورة والأعمال المبرورة، حديثًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من صلى في ليلة الجمعة ركعتين، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وسورة الزلزلةخمس عشرة مرة، فإذا فرغ من صلاته يقول: يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام مئة مرة، آمنه الله من عذاب القبر وضمته، ومن أهوال القيامة»، فما صحة هذا الحديث؟

أولاً: نوجه بأن الحديث لا يؤخذ من مثل هذا الكتاب، وإنما يرجع إلى كتب الحديث الموثوقة كصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وغيرهما من الكتب المعروفة الموثوقة، وبالنسبة لهذا الحديث الذي ذكرت، فأنا لم أجد له أصلاً فيما أطلعت عليه، ويظهر عليه أنه لا أصل له؛ لأن فضائل الجمعة التي ذكرها أهل العلم لم يكن لهذا الحديث من بينها ذكر، الذي يشرع في ليلة الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة، وفي يوم الجمعة، وفي فجر يوم الجمعة، يستحب أن يقرأ في صلاة الفجر في الركعة الأولى سورة الم السجدة، وفي الركعة الثانية سورة هل أتى على الإنسان حين من الدهر، هذا الذي يشرع في ليلة الجمعة، وأمَّا أن تخص بالصلاة دون غيرها من الليالي، فهذا لم يرد فيه حديث، فهي كغيرها من الليالي، على المسلم أن يصلي ما تيسر له من التهجد ويختم ذلك بالوتر، أمَّا أن يصلي هذه الصلاة التي ذكرتها، فهذا لا يصح فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعليك كما ذكرنا إذا أردت أن تعمل بالحديث، أن تراجع كتب السنة المعروفة الموثوقة، أمَّا أن تأخذ كتابًا غريبًا، أو مجهولاً، وتعتمد عليه، وتنقل عنه الحديث، يوقعك في الخطأ، فالأحاديث فيها الموضوع المكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم وفيها الضعيف يبين هذا كتب أهل الفن المتخصصين في


الشرح