حكم الجمع بين الصلوات من
غير عذر
**********
يقول السائل: هل
يجوز الجمع بين الصلوات من غير عذر، وما صحة الحديث القائل: إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم جمع الصلاة بدون خوف أو سفر؟ أفيدوني في ذلك بارك الله فيكم؟
الجمع بين الصلوات
من غير عذر لا يجوز، ولا تصح الصلاة في هذه الحالة؛ لأنه صلاها في غير وقتها من
غير عذر شرعي، والله تعالى يقول: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ
كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103]،
والجمع إنما يباح بالعذر الشرعي؛ كالمرض والسفر، وكذلك بين العشاءين، في المطر
والوحل والبرد الشديد، هذه الأعذار التي تبيح الجمع بين الصلاتين، أمَّا أن يجمع
من غير عذر، فهذا لا يجوز ولا تصح صلاته، إذا فعل ذلك، الصلاة المجموعة في غير
محلها، والمصلاة في غير وقتها لا تصح؛ لأنه أخرجها عن وقتها من غير مبرر شرعي.أما
الحديث فلفظه ورد بروايتين عن النبي صلى الله عليه وسلم «جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ
وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَرٍ» ([1]).
والرواية التي ذكرها السائل لفظها غير وارد، أنه جمع من غير خوف ولا مرض، فهذا غير وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكر المرض في الحديث، وإنما ورد: من غير خوف ولا سفر، وفي رواية: «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ» ([2])، وللعلماء على هذا الحديث عدة أجوبة، منهم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (705).