×

من توقف في معناه وقال: إنه لا يظهر له معناه، ومن العلماء من حمل معناه على الجمع الصوري، وهذا الذي أيده الشوكاني في نيل الأوطار»، والجمع الصوري: أن يؤخر الصلاة إلى آخر وقتها، ويقدم الصلاة الثانية في أول وقتها، ثم يصليهما جميعا هذه في آخر وقتها، وهذه في أول وقتها، هذا الجمع الصوري، ولكن كل صلاة صلاها في وقتها ليس جمعًا حقيقيًا، ولكنه جمع صوري، مثلاً أخر المغرب إلى آخر وقتها، وقدّم العشاء في أول وقتها، وصلاهما جميعًا، وكذلك مثلاً، أخر الظهر إلى آخر وقتها، وصلى العصر في أول وقتها، هذا يسمى الجمع الصوري، ليس جمعًا حقيقيًا، وهذا معنى صحيح، وأيده الشوكاني وأيده غيره في معنى الحديث، أن المراد به الجمع الصوري.

ومن العلماء من حمل الحديث، وهو قوله: «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَرٍ»، أو «مِنْ غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ»، على أن معنى ذلك؛ أنه جمع بالمرض؛ لأن الأعذار التي تبيح الجمع؛ أمَّا الخوف، وأمَّا المطر، وأمَّا السفر، وأمَّا المرض، الأعذار أربعة: أمَّا الخوف، وأمَّا المرض، وأمَّا السفر، وأمَّا المطر، وإن كان ذكر أنه من غير خوف ولا سفر، ولا من غير خوف ولا مطر، فما بقي إلاَّ المرض، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم جمع من أجل المرض، فيجوز للمريض أن يجمع إذا كان يلحقه بمرضه مشقة.

يقول السائل: صليت في مسجد وكانت الأرض فيها آثار مطر، ولكن السماء صحو، فجمع إمام المسجد، ولكنني خرجت، فهل أنا مصيب، ثم ما ضابط الجمع في المطر؟

الجمع في المطر إنما يكون للحاجة، إذا كان المطر غزيرة، يبل الثياب في الذهاب إلى المسجد والرجوع منه، يجوز


الشرح