الجمع، أو كانت الأرض
أصابها دحض بعد المطر، فالمطر توقف، ولكن الأرض بقي فيها دحض ومستنقعات وطين،
فيجوز الجمع في هذه الحالة، وأمَّا ما يفعله بعض الأئمة والكسالى، وصبيان المساجد
الذين تولوا الإمامة وهم من الصبيان، فهؤلاء في الحقيقة يعبثون بالصلاة وبالإمامة،
إذا رأوا في السماء قزعا، أو شيئًا من السحاب المقبل جمعوا ولو لم يحصل مطر، أو
حصل مطر خفيف رذاذ، ما حصل منه لا وحل، ولا بل للثياب، ثم يجمعون، لا يصح جمعهم،
صلاتهم العشاء غير صحيحة؛ لأنها في غير وقتها، فعلى المسلمين أن يتنبهوا لذلك، وأن
يأخذوا على أيدي هؤلاء السفهاء، الذين يتلاعبون بالصلاة، وقد ذكر أنهم يجمعون لأجل
يذهبون إلى الاستراحات والسهر، فيجب على الجهة المسؤولة عن المساجد، وهي وزارة
الشؤون الإسلامية وشؤون المساجد، عليهم أن يتقوا الله عز وجل، أن يتابعوا هؤلاء،
ويخلصوا المساجد من هؤلاء المتلاعبين، وألا يسندوا الإمامة إلاَّ إلى من يقوم بها.
يقول السائل: هل يجوز
الجمع بين الصلاتين من دون مطر ولا برد شديد، ولكن لأجل أنه مشغول في العمل؟
لا يجوز، ونعوذ بالله من ذلك، والعمل لا يحول دون أداء الصلاة في وقتها، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتۡ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ كِتَٰبٗا مَّوۡقُوتٗا﴾ [النساء: 103]، ولا يجوز الجمع بين الصلاتين إلاَّ لعذر شرعي، مما ورد في الكتاب والسُّنَّة العذر به.