×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 السؤال: كيف نجمع بين حديث: «فَكُن ْعَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ، ولاَتَكُنْ عَبْدَ الله الْقَاتِلَ» ([1])، وبين حديث: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ» ([2])؟

الجواب: الإنسان يدافع عن نفسه، ويدافع عن ماله، فيدفع الصائل عن نفسه وحرمته وماله، فإن قُتل فهو شهيد، وإن قتل الصائل فالصائل في النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في غير الفتنة بين المسلمين، فإذا صال عليك صائل في بيتك، أو في البر، تدفعه بالتي هي أحسن، فإن لم يندفع إلا بالقتل فاقتله، أما إذا كان هذا في فتنة عامة بين المسلمين فالأحسن لك أنك لا تدخل فيها، وتكف يدك عنها، وهكذا فعل أكابر الصحابة في الفتن التي حصلت، فقد اعتزلوها، ومنهم من كسر سيفه، ومنع أولاده، ومنع من حوله من المشاركة في الفتن التي حصلت، وامتنع أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه عن قتل الثائرين عليه.

السؤال: أعمل في أحد القطاعات الخاصة، ولوجود بعض الظلم والفساد قام بعض الموظفين بالإضراب عن العمل بحجة الضغط على الإدارة العليا فهل هذا العمل جائز؟

الجواب: الخلل في العمل لا يعالج بالإضراب، إنما يعالج بالموعظة والمناصحة والبيان والدعوة إلى إزالة الضرر والخلل، برفع الأمر إلى المسؤولين عن هذه الدوائر، وإن لم يستطع البقاء فيها فينتقل منها، ويطلب النقل إلى مجال آخر، يسلم فيه من هذه الشرور،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (21064)، وأبي يعلى رقم (1523).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (1421)، والنسائي رقم (4095)، وأحمد رقم (1652).