×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

ولو استدعى الأمر أنك تستقيل، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمۡۖ لَا تُخۡرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخۡرُجۡنَ إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ لَا تَدۡرِي لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ أَمۡرٗا ١فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمۡسِكُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٍ أَوۡ فَارِقُوهُنَّ بِمَعۡرُوفٖ وَأَشۡهِدُواْ ذَوَيۡ عَدۡلٖ مِّنكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمۡرِهِۦۚ قَدۡ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَيۡءٖ قَدۡرٗا ٣ [الطلاق: 1- 3].

السؤال: ما ضابط إنكار المنكر حيث أنه وجد في هذا الزمان من ينكر المنكر ويؤدي إلى مآلات خطيرة على المجتمع وعلى الجماعة؟

الجواب: ضوابط إنكار المنكر بينها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» ([1])، والذي يستطيع الإنكار باليد هو السلطان، أو من ينيبه من رجال الحسبة، كذلك صاحب البيت ينكر باليد على من في بيته، ينكر على أولاده، قال صلى الله عليه وسلم: «وَاضْرِبُوهُم عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ» ([2]).

وإذا لم يكن ليس له سلطة فلينكر باللسان والموعظة والبيان، أو برفع الشكوى إلى المسؤولين عن هذا المنكر ليزيلوه، هذا باللسان، إذا لم يستطع وليس عنده علم ليبين بلسانه، أو عنده علم ولكنه منع من البيان باللسان، فإنه ينكر بقلبه، ويعتزل أهل المنكر ويبتعد عنهم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (49).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6756).