السؤال: يلاحظ وقوع الناس في التصنيف في هذه الأيام، هذا
سلفي، وهذا إخواني، وهذا صوفي...؛ حتى ينفروا الناس من الحق فما توجيهكم حفظكم
الله؟
الجواب: التصنيف الذي هو
تنزيل الناس منازلهم، ليعامل كلٌ بما يليق به جاء به الشرع، وأما التصنيف الذي
يحدث الفتنة فلا يجوز، وإذا كان لك ملاحظة على أحد فإنك تناصحه فيما بينك وبينه،
أو تكتب له، أما الاشتغال بعيوب الناس في المجالس فهذا لا يجدي شيئًا، بل يزيد
الشر شرًّا.
السؤال: يستدل بعض الذين
أفتوا بجواز المظاهرات هنا: بقصة إسلام عمر بن الخطاب وحمزة وخروجهما بالصحابة في
الصفين للصلاة في البيت الحرام، كما يستدل هؤلاء للاعتصام بقصة الرجل الذي أتى
يشتكي جاره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «اذْهَبْ فَاطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي
الطَّرِيقِ...» ([1])، إلى آخر القصة؟
الجواب: أولاً: قصة إسلام
عمر وحمزة رضي الله عنهما والخروج إلى المسجد الحرام، ليست مظاهرة عند المسلمين بل
هي مظاهرة عند الكفار الا عند المسلمين، والمظاهرة عند المسلمين لا تجوز.
ثانيًا: المسلمين لم
يخرجوا للمظاهرة، وإنما خرجوا للصلاة في المسجد الحرام، وخرجوا مجتمعين ليلاً
يصدهم الكفار ويؤذوهم.
وأما إخراج الرجل متاعه من أجل أن يعلم الناس أن جاره يؤذيه فليست مظاهرة، بل هذه من أجل أن يعلم الناس أن جاره يؤذيه، حتى اضطره الخروج من بيته من أجل أن ينكروا عليه،
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5153)، وأبي يعلى رقم (6630)، وابن حبان رقم (520).