فالله عز وجل لا يقبل العمل الذي فيه شرك، ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه
الكريم سبحانه وتعالى، ولا بد مع ذلك البراءة من المشركين ومن الشرك، يقول الله
تعالى: ﴿إِنَّ
إِبۡرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 120]، ﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ لِأَبِيهِ
وَقَوۡمِهِۦٓ إِنَّنِي بَرَآءٞ مِّمَّا تَعۡبُدُونَ ٢٦إِلَّا ٱلَّذِي فَطَرَنِي
فَإِنَّهُۥ سَيَهۡدِينِ ٢٧﴾ [الزُّخرُف: 26- 27]، ﴿قَدۡ
كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ
قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ
أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ﴾ [المُمتَحنَة: 4].
هذا هو الدين، وهذه هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ﴿ثُمَّ
أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ أَنِ ٱتَّبِعۡ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ
مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 123].
ملة إبراهيم عليه
الصلاة والسلام هي: إفراد الله تعالى بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، والبراءة من
عبادة غير الله ومن أهلها، وتلك هي ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام التي لا يدخل
أحد الجنة ولا ينجو أحد من النار إلا باتباعها.
فأمر العقيدة وأمر التوحيد أمر عظيم، والكفار من اليهود والنصارى والوثنيين يدعون إلى التوحيد، وكذلك المرتدون من المسلمين الذين قالوا: لا إله إلا الله، ودخلوا في الإسلام، ثم نكصوا على أعقابهم وصاروا يدعون القبور، هؤلاء ندعوهم إلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد، فإن تابوا وإلا قتلوا قال تعالى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 5]، وفي الآية الأخرى: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ﴾ [التوبة: 11].