×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 ولا رازق إلا الله سبحانه وتعالى، وتقرون أن آلهتكم هذه لا تخلق ولا ترزق، وقد احتج الله تعالى عليهم بما أقروا به من توحيد الربوبية على ما جحدوه من توحيد الألوهية.

فتوحيد الألوهية هو مناط السعادة والشقاوة، ولا بد من تحقيقه، ولا بد من الدعوة إليه، وبيانه للناس، فالذي يقول: لا إله إلا الله بلسانه، ولكنه يعبد القبور، ويعبد الأشجار والأحجار، ويتقرب إلى الأولياء والصالحين والجن والملائكة بشيء من العبادات، مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى، يجب أن يدعى إلى توحيد الألوهية، فإن أقر به وإلا قتل.

قال الله تعالى: ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ فَإِنِ ٱنتَهَوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٣٩وَإِن تَوَلَّوۡاْ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَىٰكُمۡۚ نِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ ٤٠ [الأنفال: 39، 40]، ﴿وَقَٰتِلُوهُمۡ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتۡنَةٞ يعني: شرك ﴿وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُۥ لِلَّهِۚ أي لا يكون فيه شيء للقبر ولا للصنم ولا للو ولا للملك ولا للجن ولا للإنس، بل يكون الدين كله لله، بإخلاص العبادة لله بالصلاة، والصيام، والدعاء، والخوف، والرجاء والنذر، والرغبة، والرهبة، والذبح، وغير ذلك، يكون كله لله.

أما من كان يقسم الدين بين الله وبين غيره، بين الله وبين القبر، بين الله وبين الولي، فهو مشرك بالله عز وجل، كافر به، يقول الله تعالى في الحديث القدسي: «أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاء عَنِ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1])، وفي رواية: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وهو لِلَّذيِ أَشْرَكَ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2985).

([2])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4202)، وأحمد رقم (7999).