وبهذا ندرك أن الطلاق هو آخر علاج، ولا يلجأ إليه إلا إذا لم تمكن الحلول
السابقة، وكل ذلك يدل على اهتمام الإسلام بالزواج، واستمرار العشرة بين الزوجين،
وبناء الأسر الكريمة التي يتكون منها المجتمع المسلم، فالمجتمع الإسلامي يتكون من
الأسر، والأسر تتكون من الزوجين، فالأساس هو الزوجان، ومنهما يتكون بناء المجتمع.
عراقيل في وجه
الزوجية:
أولا: مما يعرقل الزوجية
الصالحة: الدعوة إلى تغريب المرأة، مما ينادي به دعاة التغريب من إخراج المرأة من
بيتها، والقيام بشؤونه، وبتربية أولادها، وسكن زوجها إليها، لتولي الأعمال
الوظيفية التي تستدعي بعدها عن بيتها إلى مسافات قد تصل إلى مسافات السفر، فتخرج
من بيتها مبكرة، وتعود إليه متأخرة متعبة من الكد والنصب، لا تلوي على شيء من شؤون
بيتها، مما جعل الرجال ينفرون من الزواج من هؤلاء النسوة، حتى امتلأت البيوت من
العوانس، ومن تزوجت منهن لا تلبث أن تطلق وتعود أما بقية حياتها.
ثانيا: أصبح دعاة التغريب ينهون عن تزويج الصغيرات في السن، ليفوتوا عليهن فرصة الزواج بالأكفاء الصالحين، وأصبح ينفرون من تعدد الزوجات الذي هو مصلحة النساء كيلا يبقى عوانس في البيوت، ويحر من قوامة الأزواج ومن إنجاب الذرية، وأصبحوا ينفرون من تزويج كبار السن من الرجال، حتى تضيق دائرة التزويج، مما قد يكون سببًا لحرمان النساء والرجال من فرص الزواج، مما يعرض الجميع إلى الطرق غير المشروعة القضاء الوطر فيما أحل الله إلى ما حرم الله، سواء شعر دعاة التغريب بهذه العواقب الوخيمة أو لم يشعروا،