أما في المعاملات فيجب أن تكون مبنية على الصدق، فكما لا يرضى الإنسان
لنفسه الغش، فلا يرضاه لإخوانه، فلا يغشهم، قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ
١ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكۡتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسۡتَوۡفُونَ ٢وَإِذَا كَالُوهُمۡ أَو
وَّزَنُوهُمۡ يُخۡسِرُونَ ٣أَلَا يَظُنُّ أُوْلَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبۡعُوثُونَ ٤﴾ [المطفِّفين: 1- 4].
﴿وَيَٰقَوۡمِ أَوۡفُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ
وَٱلۡمِيزَانَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا تَبۡخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشۡيَآءَهُمۡ وَلَا
تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ﴾ [هود: 85].
لا يبخس المسلم حقوق
الناس، بل يحترمها، ويوصلها إليهم؛ فذلك من النصيحة، ولو سادت هذه النصيحة بين
المسلمين، لما حصل الخلل، والفشل، ولما تسلط علينا عدونا، ولما تدخل في شؤوننا،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ
النَّصِيحَةُ»، قلنا لمن؟ قال: «لله
وَلِكِتَابِهِ وَلِرسُولِهِ ولأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» ([1])، قالها الرسول صلى
الله عليه وسلم ثلاث مرات ([2])، فلما رأوا الرسول
اهتم بها هذا الاهتمام، قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ فأخبرهم بمواضعها، وبها يجتمع
الدين كله في الدين النصيحة»، وهذا من جوام كلمه صلى الله عليه وسلم.
وفق الله الجميع لما
يحب ويرضى، وأصلح الله ولاة أمورنا، ووفقهم للحق والصواب، وكفانا شر أعدائنا،
ونسأل الله أن يحفظ أمننا واستقرارنا في ديارنا، وأن يصلح ولاة أمورنا، وأن ينصر
أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، وصلى
الله على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
**********
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).