احترم أخاك المسلم: «لاَ يُؤْمِنُ
أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([1])، لا يؤمن أحدكم
يعني: لا يكمل إيمان المسلم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فإن كان لا يحب لأخيه ما
يحب لنفسه نقص إيمانه، وذلك غش، ومن النصيحة لعامة المسلمين، احترام الأعراض، فلا
غيبة ولا نميمة بينهم، وإذا حصلت خصومة أو نزاع بينهم سعوا إلى الإصلاح، قال
تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «فَسَادُ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ»
([2])، وفي رواية: «لاَ أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ
تَحْلِقُ الدِّينَ» ([3]).
فالمسلم يحاول
الإصلاح بين إخوانه بالعدل والقسط، كي لا ينتشر النزاع والعداوة بين المسلمين، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الحجرات: 9]، هكذا
النصيحة لعامة المسلمين، والدعاء لهم مع النفس: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ
وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، فالمسلمون
كالجسد الواحد وكالبنيان: يشد بعضه بعضا، فأنت تتألم لألم أخيك المسلم، وتفرح
لفرحه، وتحزن لحزنه، وتسر لسروره، بموجب الأخوة بينكما، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ
تُرۡحَمُونَ﴾ [الحجرات: 10].
فالنصيحة هي من أسباب جمع الكلمة بين الراعي والرعية، وبين الرعية بعضهم مع بعض، فالمجتمع كله إذا سادت النصيحة فيه توحدت كلمته، وزال الشقاق والنزاع، وسادت المحبة بينه.