×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

 ومن النصيحة لولي أمر المسلمين، إذا ولاك على وظيفة، أن تقوم بها على الوجه المطلوب، أو ولاك عملا من الأعمال، أو جباية مال البيت المال، أو زكاة أو غير ذلك، أن تحفظ هذا الشيء غاية الحفظ، وأن لا تخون فيه، أو تغل شيئًا منه، أو تقبل الرشوة التي تدفع إليك في مقابل أنك تسامح في أخذ الحقوق من الناس؛ فذلك من الغش لولي أمر المسلمين، فهو ائتمنك على ذلك؛ فكيف تغش في ولايتك، وتخون؟ فذلك مضاد النصيحة لولي أمر المسلمين.

كذلك من النصيحة لولي أمر المسلمين الدعاء له، بالصلاح والهداية، والتوفيق، فذلك من سنة المسلمين، قال بعض السلف: «لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للسلطان»، لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به من تحته، فتدعو له بالهداية، والصلاح والتوفيق، وإذا أخطأ، تدعو الله أن يهديه ويرده للصواب، وقال بعض السلف: إذا رأيت الرجل لا يدعو للسلطان فاتهمه يعني اتهمه بمذهب الخوارج، وبعض الجهال يقول: إن الدعاء للسلطان من المداهنة، فيصف النصيحة بالمداهنة لأنه لا يفرق بينهما.

والنصيحة لعامة المسلمين: ومجالها واسع، في المعاملات، وفي البيع والشراء، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي تعليم العلم النافع، فلا تغش إخوانك المسلمين لا بالقول ولا بالفعل، إذا بعت أو اشتريت منهم فإنك تلزم النصيحة، ولا تخدعهم: «لاَ يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَدَابَرُوا» ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6066)، ومسلم رقم (2563).