×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الرابع

وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفٗاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥ [لقمان: 14- 15]، فالوالدان الكافران يحن إليهما ولدهما المسلم ويبر بهما، ولكن لا يحبهما بقلبه بل يبغض الدين الذي هم عليه، هذا ما شرعه الله لنا في حق الوالدين الكافرين، وأما المودة فلا تجوز الكافر مطلقا، قال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ [المجادلة: 22].

السؤال: مقولة: «من أعان حاجا على حجه فله مثل أجره» هل هذا حديث؟

الجواب: هذا يدخل تحت قوله: «الدَّالَّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ» ([1])، وقوله: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ([2]).

السؤال: نسمع من بعض المنتسبين إلى العلم يقولون: إن الخروج على الحاكم إن كان ظالما من مذهب السلف.

الجواب: هذا لا يعرف مذهب السلف، فمذهب السلف أنه لا يُخرج على الحاكم الظالم ما دام مسلمًا، ويصبر على ظلمه وعلى جوره؛ لأن الخروج عليه فيه مفسدة أكبر وأضراره كثيرة: من سفك دماء، وتفرق للكلمة، وشق لعصا الطاعة، لذلك فإنه يصبر على ظلمه، ويصبر على معاصيه؛ جما للكلمة، وإيثارا للمصالح المترتبة على ذلك، وفقا للمضار والمفاسد المترتبة على الخروج عليه.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2670)، وأحمد رقم (23027).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2674).