يريد أن يقسم الناس، وفيه
كراهية للبشر...الخ، نعم الكراهية للكفر والكفار مطلوبة، وهي من الدين، فكيف يعاب
على من ينادي بهذا الأصل العظيم ويدعو إليه، ويبينه للناس، وكيف يقلل من أهميته؟!
حتى إن بعضهم يحاول جاهدا طمس الولاء والبراء من المناهج الدراسية، ولو استطاعوا
مسح الآيات القرآنية في ذم الكفار والوعيد عليهم من المصحف لفعلوا، والكفار يودون
ذلك، وما أشد هذا القرآن على الكفار وعلى المنافقين، ولكن الله عصمه وحماه وحفظه
منهم، وليس لهم حيلة فيه، وإلا لو كان لهم فيه حيلة ما تركوا القرآن أبدًا.
فعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا الأمر وأن يعرفوه وأن يدينوا به، وقد يكون الإنسان على غير الإسلام فهو يصلي ويصوم ولكنه على غير الإسلام بسبب أنه لا يفرق بين الإسلام والكفر ولا بين المؤمن والكافر، ويحب أعداء الله ويثني عليهم ويمدحهم، ويتنقص المسلمين، فيكون بهذه الطريقة على غير الإسلام وهو لا يشعر، فإذا لم يكن عنده ولاء وبراء فهو ليس مسلمان قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ٥١فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن يَأۡتِيَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرٖ مِّنۡ عِندِهِۦ فَيُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ نَٰدِمِينَ ٥٢﴾ يعني المنافقين، ﴿يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ﴾ [المائدة: 51، 52]، يتملقون الكفار، ويمدحونهم ويتزاوجون معهم ﴿يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٞۚ﴾ أي: نخشى أن الله ينصر الكفار على المسلمين فيكون لنا يد عندهم، فهم يسيئون الظن بالله سبحانه وتعالى، ولا يثقون بالله، ﴿فَتَرَى ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يُسَٰرِعُونَ فِيهِمۡ يَقُولُونَ نَخۡشَىٰٓ أَن