2- وفي المقابر: لا يُدفن الكافر مع المسلمين، ولا يُدفن
المسلم مع الكفار، بل يميز بينهم في المقابر؛ فالكافرون لهم مقبرة، والمسلمون لهم
مقبرة ولا يجوز أن يدفن هذا مع ذاك.
3- وفي الآخرة:
أشد تمييزًا، الكفار في النار خالدون مخلدون فيها، والمؤمنون في الجنة خالدون
مخلدون فيها. قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ
ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَتَفَرَّقُونَ ١٤فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ ١٥وَأَمَّا ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بَِٔايَٰتِنَا وَلِقَآيِٕ ٱلۡأٓخِرَةِ فَأُوْلَٰٓئِكَ فِي
ٱلۡعَذَابِ مُحۡضَرُونَ ١٦﴾ [الروم: 14- 16]، وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ
أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا
وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي
ٱلسَّعِيرِ ٧وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ
مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ وَٱلظَّٰلِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيّٖ وَلَا نَصِيرٍ
٨﴾ [الشورى: 7- 8].
فالتمايز موجود بين الإسلام والكفر، وبين التوحيد والشرك، وموجود في الدور الثلاث: في الدار الدنيا، وفي المقابر، وفي الدار الآخرة، والمؤمنون لهم الجنة والكفار لهم النار، فالجنة أعدت للمتقين والنار أعدت للكافرين، فالله لا يريد منا أن نتميع مع الكفار؛ بل يريد منا أن نعتز بديننا، وأن نتمسك به، وأن ندعو إليه ونجاهد في سبيله؛ لأجل تخليص الناس من الشرك، وعبودية الشيطان إلى عبودية الرحمن، فالجهاد رحمة للعالم، خلص الكثير لعبادة الله عز وجل، ولو تُركوا لهلكوا وصاروا إلى النار، فالجهاد فيه رحمة للمسلمين، ورحمة للكفار أيضا، والله جل وعلا قال لنبيه: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، أي: ورحمة شاملة، وهذا أمر صار الآن غريبًا بين الناس، وصارمن ذكر الولاء والبراء فيه ما فيه من الأوصاف عند بعض الناس، صار متشددًا،